البنك الدولي: 9 مليارات دولار تكلفة إعادة بناء قطاع التعليم في أوكرانيا
البنك الدولي: 9 مليارات دولار تكلفة إعادة بناء قطاع التعليم في أوكرانيا
يدعم البنك الدولي التعليم في أوكرانيا من خلال مبادرات مختلفة، لحماية مستقبل الطلاب الأوكرانيين، عن طريق دعم دفع رواتب المعلمين، وكذلك مبادرة تخصيص 100 مليون دولار لتوفير المنح الدراسية لطلاب التعليم العالي، ودعم التعليم عبر الإنترنت.
ونقل الموقع الرسمي للبنك الدولي عن المدير العالمي للتعليم بالبنك الدولي، خايمي سافيدرا، متحدثا خلال القمة العالمية حول تعافي خسائر التعليم، قوله "أود أن أعبر عن إعجابي بشعب أوكرانيا لشجاعته الهائلة ومرونته"، مؤكدا أن "التعليم هو أقوى قوة من أجل مستقبل سلمي ومزدهر".
وقال سافيدرا: "من غير المقبول تمامًا إنكار حق التعليم لملايين الأطفال.. لسرقة الأطفال من أحلامهم، من طفولتهم، من مستقبلهم".
وأوضح سافيدا: "قبل الوباء، كان الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم يعانون بالفعل من أزمة تعلم، في الواقع، كان أكثر من نصف الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل يعيشون في فقر التعلم: لم يكونوا قادرين على قراءة وفهم نص بسيط بحلول سن العاشرة، بحلول نهاية التعليم الابتدائي".
وتابع: "ثم جاء الوباء، وهو أكبر صدمة عالمية للتعليم في القرن، وتعرض الأطفال لإغلاق غير مسبوق للمدارس، مما أدى إلى خسائر فادحة في التعلم، ويتعين على معظم البلدان، بما في ذلك أوكرانيا، مواجهة هذه الأزمة الصامتة".
وأضاف المسؤول الأممي: "لكن الأطفال الأوكرانيين يواجهون أزمة أعمق، لأنه بالإضافة إلى الصدمة المرتبطة بـكوفيد، يتعين عليهم الآن التعامل مع صدمة أخرى: الغزو الروسي.. إنها مأساة مروعة".
وشدد سافيدار: "يجب معالجة هذه الأزمة على الفور، كل دقيقة تمر لها أهميتها، ما لم نتحرك الآن، سيكون للحرب آثار دائمة وكبيرة على رفاهية وإنتاجية هذا الجيل في المستقبل".
ووفقا لبيانات البنك الدولي، تم تهجير ما يقرب من 700 ألف طالب وأكثر من 25 ألف معلم، وتضرر أكثر من ألفي مؤسسة تعليمية من جراء القصف، ودمر أكثر من 200 منها بالكامل.
واتخذت حكومة أوكرانيا ووزارة التعليم إجراءات جريئة لتوفير استمرارية التعلم، حيث سعوا الوصول إلى منصات التعلم عبر الإنترنت، وقدموا الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، وبسطوا عملية القبول بالجامعة.
وأيضًا، بفضل المنصة الرقمية All-Ukrainian Online School التي تم إنشاؤها أثناء الوباء، تمكنت حوالي 85٪ من المدارس من إكمال العام الدراسي 2021-2022، وسهلت الحكومة التنقل الأكاديمي لطلاب التعليم العالي، داخليًا وعبر أوروبا.
لكن على الرغم من هذه الجهود، فإن تأثير الحرب على التعلم بالغ الشدة، حيث إن الحرب تقلل من مقدار وقت التعليم الذي يتلقاه الأطفال، ونوعية هذا التعليم.
ولحماية مستقبل الطلاب الأوكرانيين، يدعم البنك الدولي التعليم في أوكرانيا من خلال مبادرات مختلفة، منها دعم الحكومة لدفع رواتب المعلمين، تخصيص 100 مليون دولار أمريكي لتوفير المنح الدراسية لطلاب التعليم العالي، دعم برنامج تعليمي عبر الإنترنت للطلاب النازحين في أوكرانيا وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
وقال سافيدرا: "لكن هذا لا يكفي.. لمعالجة الأزمة، نحتاج إلى طرق مختلفة لتقديم خدمات التعليم، كما أن المدارس المتضررة بحاجة إلى إعادة بناء، ويجب أن يكمل التعلم عن بعد التعليم الشخصي، لضمان استمرارية التعلم، كما يجب أن يشمل التعافي برامج علاجية لمساعدة الأطفال على اللحاق بالركب".
واختتم "سافيدرا كلمته قائلا "يفخر البنك الدولي بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.. ومن الرائع رؤية الآخرين هنا يفعلون نفس الشيء، لكن لا نخطئ، فإن أزمة التعليم حادة ومستمرة، ولدينا طريق طويل لنقطعه لضمان حصول الأطفال على التعليم الذي يحتاجونه ويستحقونه.. كل دقيقة مهمة".
وأضاف: "ندعو قادة العالم للانضمام إلينا في دعم أطفال أوكرانيا.. يعتمد مستقبلهم على دعمنا.. ومستقبل مجتمعاتنا يعتمد على أطفالنا".